الأربعاء، 18 أبريل 2012

الأذيبة سهاله باشيخان كلنا عسكر للقاصه



كلنا عسكر للقاصه ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،سهاله باشيخان
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

انها الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك الذي يجتهد فيها المسلمين ويوثقون صيامهم بالصلاة وقراءة القرآن والزكاة والدعاء لله سبحانه وتعالى كذلك يكون الإستعداد لقدوم العيد استعداداً مميزاً . الأثواب الجميلة والحلويات واللحوم . اختلطت مظاهر الصوم والإستعداد للعيد الشوارع مزدحمة بالناس مصطحبين أطفالهم إلى المتاجر المضيئة يالأنوار الملونة وفريد يقف حيناً ويجلس أحياناً داخل كشك الحراسة أمام باب المؤسسة تلف نظراته مساحة المبنى الخارجية منتبه لأي حركة أو سيارة تقف قريباً منه وبين فترة وأخرى يبحث في كيس الكوت عن سيجارته وولاعته ليولع حبة يمتصها مواصلاً حراسته رأى سيارة المدير العام للمؤسسة مقبلة تلك السيارة الفخمة المسماة بليلى علوي وقف أمام الباب أطل من نافذة السيارة يسأل فريد عن السكرتير هل مر عليه .

قال فريد : لا لم يمر .

قال المدير العام : لقد وعدني أنه سينتظرني , إذاً هذه الحاجات اتركها عندك إلى أن يأتي ويأخذها تناولها فريد أكثر من خمس دقائق وهو يتناول منه وكأنه أخذ المتجر بكامله , ذهب المدير واستمر فريد في حراسته وفي قلبه حسرة إنه إلى الآن ولم يتبقى سوى ثلاثة أيام من العيد لم يوفر ملابس لإبنه عبد الله وابنته صفاء أما هو وزوجته فقد تعودوا الصبر تعودوا أن يمضغوا ملابس العام الواحد عامين أو ثلاثة ولكنه سيبذل جهد في الصباح عندما يسلم الحراسة لزميله ويأخذ سيارته الأجرة يلف بها وسط المدينة يحمل الركاب , وابنسم وهو يمتص سيجارته مسكينة سيارته إنه تاكسي متعب جداً أكل الدهر وشرب عليه حتى أبوابه أصبحت لاتغلق إلا (( بالهندراب )) وهو الذي تغلق به أبواب الغرف , واتسعت ابتسامته عندما وصل تفكيره للهندراب وفي صباح اليوم الثاني عاد إلى البيت استقبله عبد الله يمسك بيده قائلاً : أين ثياب العيد يا أبي ؟

قال فريد : غداً إنشاء الله .

قال عبد الله : أريد أن تصطحبني معك لأختار ملابس مثل ملابس جمال ابن الجيران . لقد اشترى له والده ملابس كثيرة وغالية .

قال فريد : ولكن والدك يا عبد الله ليس كوالد جمال ابن الجيران . أنا مقاتل وهو تاجر .

قال عبد الله : لماذا لا تكون تاجر مثله يا أبي ؟

قال فريد : اذهب الآن العب مع العيال إلى غداً إنشاء الله أشتري لك ملابس .

خلع فريد ملابسه وتناول طعام الغذاء ثم خرج بسيارته إلى السوق فجأة استوقفه رجل أنيق ووسيم يحمل شنطة صغيرة سوداء فاخرة وقف قال الرجل : مشوار ؟

قال فريد : تفضل . ركب الرجل ومشى فريد وهو يسأله : إلى أين؟ قال الرجل : إلى فندق أروى . كان يلاحظ الرجل من مرآة السائق ويتسائل بينه وبين نفسه مثل هذا الرجل لا يملك سيارة , وإذا كان لا يملك سيارة كيف وقف سيارته المتهالكة رغم مرور سيارات أفخر منها لم يوقفها , لكن لماذا أتعب تفكيري سوف أعرف وإذا لم أعرف فليذهب في حال سبيله . وصل إلى الفندق قال الرجل : أرجوك ابقى مكانك , بقي فريد غاب الرجل
لحظا ت ثم نادى فريد ليساعده لحمل كراتين إلى شنطة السيارة لقد أحس فريد بثقل الكراتين المغلقة وأن بداخلها أشياء زجاجية من حركتها لكنه لم يتكلم , وضعوهن في الشنطة ومشت السيارة .

قال فريد : إلى أين ؟

قال الرجل : خذ الطريق الآخر من الشارع لا تمر عند ذاك العسكري أخذ فريد الطريق الثاني من الشارع لقد عرف أن في الأمر سراً وابتسم لسذاجة الرجل أن العسكري الواقف لن يفتش السيارة إنه مرور فقط لكن في داخل الرجل خوف من شيء غير مشروع يحمله . وصلوا الحارة قال فريد : إلى أين في الحارة ؟

أشار الرجل إلى إحدى العمارات وقف فريد بجانب الباب خرج الرجل قائلاً لفريد أخرج لتساعدني في إخراج الكراتين خرج فريد وهو يقول : ليس قبل أن تفتحها فتح الرجل عينيه مستنكراً من فريد ثم استدرك قائلاً : وماذا تريد منها ؟

قال فريد : أريد أن أرى ما بداخلها .

قال الرجل : ليس من اختصاصك , هل تعرف أنني قادر أن أتركك من دون أجرة .

قال فريد : في ذلك تكون كاذباً لأنك لا تقدر ولن تقدر أن تأخذهن دون أن أعرف ما بداخلهن ورفع كرسي قيادة السيارة ليأخذ مسدسه .

قال الرجل : من تكون أنت ؟ هل أنت عسكري ؟

قال فريد : نعم .

قال الرجل : أترك الحركات . لقد عرفت أنك تريد حق العيد سوف أتحملك لأتلافى الشوشرة , ووضع يده في جيبه ليمد حفنة من الريالات لفريد لكن فريد مسك بيده يدخله السيارة مهدده بالسلاح ومشى به إلى القسم . وعند الضابط المستلم قال فريد خذ هذا الرجل انه يحمل خمور مستوردة للحارة .

قال الرجل : إنه يكذب يافندم . إنه يريد مني رشوه .

قال فريد : إذاً لماذا خفت من العسكري في الطريق ولماذا لم تفتح الكراتين ؟

قال الرجل : لأنك سائق كحيان ليس لك الحق في ذلك .

رفع فريد بطاقته من جيبه أسرع الرجل يأخذها قرأ أنه مقاتل في القوات المسلحة أحس بجسمه لا يكاد يحمله جلس على الكرسي .

قال فريد للضابط : سأذهب , اعمل عملك معه . ثم وجه كلامه إلى الرجل قائلاً لقد عرفت وتأكدت أنك تحمل خمور مستورده وأريد أن تعرف أننا كلنا عسكر وليس المرور الواقف فقط . عاد فريد إلى سيارته يواصل اجتهاده ليحصل على ما يساعده على محتاجات العيد السيارة تمشي وهو يفكر بل ويلوم نفسه لتجاهله لكلام ابنه عبد الله (( لماذا لا تكون يا أبي تاجراً ؟ )) مثل والد جمال ابن الجيران إن الإجابة مهمة للطفل ولكنها ليست سهلة وكل صعب يجب أن يشرح ليكون الفهم له لحد الإستيعاب . كان عليه أن يفهمه لزاماً أن يكون هناك تاجر مثل أن يكون معلم ومهندس وبائع ومقاتل ويعرّفه بقيمة المقاتل وتميزه وحاجة الوطن له وحاجة الناس لحمايتهم , عليه أن يغرس فيه الأشياء الجميلة نعم إنه مخطئ ولكن ليس من العيب أن نخطئ ولكن من العيب أن نستمر في الأخطاء سوف يأخذ عبد الله إلى جانبه عندما يعود ويهديه قطعة حلوى ويفهمه نعم سوف يقول انه نجح اليوم في القبض على مجرم خمور سيفسد كثيراً من الشباب سيفهمه بقدر ما يستوعب عقله الصغير وسيبقى دائماً متبعاً للغرس ويشب على حب الوطن وحب نفسه وتقدير كبريائه وكرامته وابتسم فريد وهو يولع حبة سيجاره ويمتصها بعد أن خف حمل ثقيل من على كاهله مواصلاً عمله معتزاً بنفسه ومازالت كلمته لمورد الخمور تكبر أمام عينيه وتكبر كلنا عسكر كلنا عسكر .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق