السبت، 8 أكتوبر 2011

يريد أن يقول شيئا




مات العم يحيي تاركا زوجته فاطمة وولدين. كما يقول المثل مقطوعين من شجرة ولم تجد فاطمة الوقت الكافي لحزنها على شريك حياتها فقد كان عليها أن تشمر ساعديها لتتحصل على لقمة العيش للطفلين بمساعدة بعض النساء الميسورات في عمل بيوتهن وكبر الولدين عبد الله وحكيم وجاءت فرصه ليسافر حكيم للخليج بعد أن توفيت والدته وترك شقيقه عبد الله يواصل دراسته وبعد عام يعود حكيم ليتزوج ويمضي شهر تم يسافر ويترك زوجته مع أخيه عبد الله .
صفية امرأة شابة قروية ليس لها نصيب في التعليم ولكن لها نصيب في الجمال فدلك الجسد الفاتن الملفوف في وحشية الغابات والعينين الصغيرتين ذات النظرات الجائعة التي تعاقدت مع الجهل والرفاهية فجعلت منهن شعلة صفراء تحرق وتطمس معالم من يقترب منها وفي قلب الليل تفكر صفية في ذكر يطفيها فهي لم تعد تفكر في حكيم لقد فكرت فيه بداية زواجها وقربه منها أما الآن فهي تعرف أنها لم تجده ويأتي الصباح وتاخدها خطواتها إلى موقع قد رست عليه عيناها الجائعتان .
عبد الله كثير القراءة يقضي وقته في المكتبة بعد الدراسة أو عند إحدى زملائه ولكنه  حريص على تلبية طلبات البيت .
كان يحس بتلك الانثة الفاتنة وبحركاتها المشبوهة التي تحاول أن تخفيها ولا يدري هل يضع اللوم على اخية الذي اختارها بجهلها وهو يعرف انه لم يكون بجانبها أم على الظروف التي عانو منها جميعا ولكنه يجب أن يقوم مقام أخيه في الحفاظ عليها ويسمح لنفسه ذات يوم بالدخول إلى غرفتها وهي خارج البيت ويفتش حاجاتها فيتفاجاء بشريط حبوب منع الحمل فيضعه في جيبه ويعود إلى مكانه عادت صفية لتجده في غرفة الجلوس قالت له سوف احضر لك كوب من ألشاهي لكنها تأخرت  وسمع أشياء تتبعثر في غرفتها فنهض ووقف على الباب قائلا لها عما تبحثين ؟ قالت عن خاتم دهب رفع الشريط من جيبه وقال أم عن هذا صمتت قال لها إنني أرى تحركاتك المشبوهة لكنني لم اصدق نفسي في اتهامك بكت وقالت انه لجارتي قال ادن سوف أعطيه لها بنفسي وعاد إلى مكانه تبعته إلى غرفه الجلوس واقتربت منه ودموعها تتساقط يسبقها اللهب الأصفر أمسكت بكتفه فأزاحها رمت بنفسها على صدره قائلة سأعترف لكن ارجوا أن تسامحني فأنا لأريد العودة إلى القرية قال لها بصرامة ولكن يجب عليكي أن تحافظي على كرامة الإنسان ألدى أعطاك اسمه ازداد التصاقها به قائلة أنني ضعيفة أنني بشرواخدت طرف ثوبها ترفعه عن ساقيها لتمسح دموعها وازدادت نشيجا وازدادت مساحة التعرج وأحس حكيم برجفة في جسده ونار تحرق مقلتيه وحاول جاهدا أبعادها ولكنها زادت التصاقا ونشيجا وضمته بتلك يديها ممثلة الإغماء ثارة وأخرى البكاء ولم يعد شي من دلك الجسد يختفي ورأى حكيم مالم يقدر أن يتجاهله وأحست بما وصل إليه فوضعت يدها على صدره في تدرج أوصل النيران الصفراء ولم يعد يحس بوجوده كل ما يحس به هو الوصول إلي أعماق باردة تروي دلك العطش المميت وعندما استعاد تواجده رأى سواد فتاته على جسد تلك الفاتنة العطشى فنهض خارجا ولم يعود تلك الليلة أما صفية فقد استراحت لقد ضمنت انه لم يتكلم ولم يخبر أخاه لجا عبد الله إلى صديقه جمال وهو اقرب إنسان إليه بكى على صدره قائل لقد ارتكبت جريمة ضمه جمال قائلا  قتلت من ؟ قال عبد الله قتلت أخي ضحك جمال قائلا ولكن أخيك مسافر حكي عبد الله لجمال قصته وانه سوف يطرد زوجة اخية قال جمال لا ياعبد الله سنفكر في طريقة أخرى فلا أظن انك تكرر دلك بعد شهرين جاء شقيقه حكيم ولم يرى ماطرا على شقيقه عبد الله من ذبول لأنه انشغل بصفية بعد شهرين عاد إلى الخليج ظهرت علامات الحمل على صفية وذات ليلة وقفت على الباب وعبد الله يستعد للخروج قائلة أراك دائم الهروب مني يجب أن نكون سترا على بعضنا فنحن أحوج من الآخرين اجلس نقضي وقتنا التفت إليها عبد الله والغضب يكاد يفجر عينيه قائلا لاتظني أنني كما تريدين ولولا ظروف تداخلت لما بقيتي هنا ضحكت قائلة انك واهم سابقي لأنني حامل منك لطمها مرددا ياعاهره وخرج وفي اليوم الثاني جاء ليحمل حقائبه بعد أن استأذن شقيقه بالاتصال به بأنه وجد عمل في الخارج وعلى شقيقه أن يستبدله بشقيقتها من الريف لتبقي معها ظن عبد الله انه سيواصل دراسته العلياء ولكن تلك الخطيئة جعلته فتات رجل مما اضطره أن يعمل ويتزوج طلبا للنسيان وتمر السنين وتبقي علاقة الشقيقين جيدة وجراح احدهما عميقة أما صفية فقد كانت نتيجة تلك الخطيئة طفلة جميلة اسمها زهرة اخدت جمال والدتها ورقة والدها وكانت ناقوس الألم لعبد الله عندما يزور شقيقه حكيم لقد اخدته الآمة أن يحسب الأيام والساعات والدقائق من عمر تلك الخطيئة ليتأكد أنها ابنته وتمر السنين وتموت صفية وهي تلد السادس من الأبناء ويتزوج حكيم أخرى وتكبر زهره الابنة الأولي ويطلب حكيم من شقيقه عبد الله أن تكون لابنه قيس ويرتفع أنين الخطوات بين الطلب وحجج الرفض وتتعلق الإخوة بين الجفن والحاجب من فيضان الدموع الكاسح ويسقط عبد الله مريضا ويسرع قيس ملهوف على أبيه ولكنه وجده فاقد النطق والحركة ويأتي حكيم من الغربة شيخا قد سطر الشيب على شعره قسوة الأيام وجرفت وجهة التجاعيد وينظر عبد الله إليه والى ابنه قيس وتتغير ملامحه من الألم ويحتار قيس في تفسير ماراه على وجه والده ويلتفت إلى عمه حكيم قائلا انه يريد أن يقول شيئا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق